Nombre de messages : 6565 Points : 14237 Réputation : 135 Date d'inscription : 06/05/2008
Sujet: Bienfaits des dattes (en arabe) Lun 28 Déc - 1:16
من المؤكد أن التمر هو الغذاء الذي له الفضل في الرشاقة والطول والمناعة ضد الأمراض، واتضح علميا ًبأن التمر منجم غني بالمعادن، بخلاف فوائده الأخرى التي تجعل منه غذاء كاملا بكل ما في هذه الكلمة من معنى، رغم رخص ثمنه وتوفره الدائم في الأسواق مما يجعل منه فاكهة الشتاء الأولى بغير منازع، وقد عرفه الفراعنة منذ مئات السنين، فقد دلت الحفريات التي أجريت في مقابرهم على شدة تقديرهم له، حتى أنهم نقشوه على جدران معابدهم.
عرف العرب والمسلمون فوائد التمور، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقتصر في إفطاره بعد صومه على بضع تمرات وجرعة من الماء يقوم بعدها إلى الصلاة، حتى إذا أغطش الليل وانتهى من الصلاة، تناول طعاماً خفيفاً يسد جوعه وحاجة جسمه من الغذاء دون شعور بالتخمة. وقد استعمله الطيارون الأمريكيون إبان الحرب العالمية الثانية أثناء غاراتهم الليلية كي يعاونهم على تمييز الأهداف في الظلام. إن هذه الفاكهة الصحراوية الممتازة، غنية جداً بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان. إن كيلو غراماً واحدا منه يعطي ثلاثة آلاف سعرة حرارية، أي ما يعادل الطاقة الحرارية التي يحتاج إليها الرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد. إن ما يعطيه الكيلو الواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك، وأن إضافة الجوز واللوز إلى التمر أو تناوله مع الحليب يزيد في قوته وغناه.
التمر فاكهة مباركة، اختارها الله تبارك وتعالى طعاماً لمريم البتول وقت مخاضها، فيقول في محكم آياته: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً» مريم 25. وأوصانا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن نبدأ به فطورنا بعد الصيام، وهذه السنة النبوية المطهرة فيها إرشاد طبي وفوائد وحكم عظيمة. فعن أنس «أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسـا حسـوات من الماء». رواه أبو داود والترمذي. عندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره فإنه يحتاج في تلك اللحظات إلى مصدر طاقة سريع يدفع عنه الجوع ويصل بأسرع ما يمكن إلى المخ وسائر الأعضاء لإمدادها بالطاقة. وأسرع المواد الغذائية في الهضم والامتصاص والإمداد بالطاقة هي السكريات، فالجسم يستطيع امتصاصها بسهولة خلال دقائق معدودة، خاصة لو كانت المعدة والأمعاء خالية كما هو الحال في الصيام وكانت تلك السكريات في الصورة الأحادية. وإذا أمعنا النظر في نص الحديث الشريف سالف الذكر فإننا نجد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدم الرطبات على التمرات للصائم عند فطوره، خلافاً لأحاديث أخرى تقدم التمر عند التصبح بها (لقوله صلى الله عليه وسلم «من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم «نعم سحور المؤمن التمر رواه ابن حيان والبيهقي)، ولعل في ذلك رحمة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمسلمين، فنوعية السكريات الغالبة بالرطب تختلف عن تلك الغالبة بالتمر. وبصفة عامة فإن السكريات الموجودة في التمر أغلبها من نوعين: السكريات الأحادية (الجلوكوز) والسكريات الثنائية (السكروز). وتعتبر السكريات الأحادية الأسهل امتصاصا والأسرع انتقالا للدم مباشرة، ولا يستغرق امتصاص هذه النوعية من السكريات وانتقالها في الدم ووصولها إلى أعضاء الجسم المختلفة إلا دقائق معدودة .
أما السكريات الثنائية (السكروز) فيجب أن تمر بعمليات كيميائية حيوية تتحول فيها هذه السكريات الثنائية إلى سكريات أحادية حتى يمكنها التحرك في الدم لتحقيق الغاية المطلوبة منها. ومن البديهي أن الوقت اللازم لاستفادة الجسم من السكريات الثنائية أطول مقارنة بالسكريات الأحادية . وتحتوي الرطبات على نسبة عالية جداَ من السكريات الأحادية فيكون تأثيرها أسرع بينما تحتوي ثمار التمر على نسبة عالية من السكريات الثنائية مما يتطلب وقتا أطول لتحويلها عن طريق الهضم إلى سكريات أحادية وهنا تجلت عظمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما طلب من المسلمين أن يكون فطورهم في شهر رمضان على رطبات، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم آياته «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» سورة النجم. ولعل الله تعالى قد أمر مريم أن تأكل رطبات وقت مخاضها لحاجتها السريعة للطاقة التي تعينها على عملية المخاض . والتمر فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى، وتعتبر التمور من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية. ويعد التمر غذاء مثالياََ كافيا للإنسان إذا ما أضفنا إليه الحليب، وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض العضوية والدهون والبروتينات والألياف الغذائية وغيرها، كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة وأيضاً يحتوي على كميات لا بأس بها من الفيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين A ومجموعة فيتامينات B وخاصة الثيامين والريبوفلافين والنياسين. ولقد أطلق على التمر لقب منجم لغنائه بالمعادن والعناصر الغذائية المختلفة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: «من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر». ولقد وجد أن تناول 7 تمرات أي ما يقرب من 100 جرام من التمور يمد جسم الإنسان بكامل احتياجاته اليومية من كل من المغنزيوم والمنغنيز والنحاس والكبريت ونصف احتياجاته من الحديد وربع احتياجاته من كل من الكالسيوم والبوتاسيوم.
كما أن التمر يحتوي على كميات مرتفعة من عنصر الفلورين يقدر بخمسة أضعاف ما تحتويه الفواكه الأخرى من هذا العنصر، ونعلم جميعاً الدور الذي يلعبه الفلورين في مقاومة تسوس الأسنان والمحافظة عليها، ولا نكاد نرى معجون أسنان، سواء محلي أو دولي، إلا ويحتوي على الفلورين. ومن العادات المحببة لدى المسلمين الإفطار على رطبات في شهر رمضان حيث تعطي الصائم جرعة مركزة من الغذاء سريع الامتصاص تخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل، كما تنشط العصارات الهضمية وتقي من الإمساك وتعدل الحموضة في المعدة وفي الدم.